نحن محظوظون جدًا لكوننا جزء من هذا التحول الكبير ومشهادتنا للإنجازات المدهشة التي نعيشها في حياتنا اليومية. كل هذا بدأ برؤية واضحة ومحددة.

رؤية السعودية 2030 هي رؤية طموحة لأمة طموحة – قصة تحول. شهدت المملكة العربية السعودية منذ إطلاق الرؤية تغيرًا غير مسبوقاً ونموًا ملحوظًا حيث أتاحت لكل مواطن سعودي الفرص لتحقيق أحلامه وتحويلها إلى حقيقة.

” ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله “صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء

التحول يأخذ أشكالًا وأنماطاً متعددة، مثل التحول التنظيمي والتحول التجاري والتحول الرقمي، والأهم من ذلك التحول الوطني الذي يشكل تحديًا كبيرًا. وعلى الرغم من التحديات التي يتطلبها التحول إلا أن التحول تم تنفيذه بنجاح في رؤية السعودية ٢٠٣٠.

التحول = التغيير إلى الحالة المرغوبة (الحلم / الرؤية)

ما هو حلمك / رؤيتك التي رسمتها لنفسك وما هو دورك في التحول الأكبر على مستوى العائلة، و العمل، والوطن، والعالم؟ كيف ستقوم بتحويل نفسك لتحقق أهدافك وتحصل على النتائج المرغوبة؟

بحثنا عن حياة أفضل غالبًا ما يدفعنا لبذل الكثير من الجهود والعمل الشاق. ومع تقدمنا في العمل، نجد أن توقعاتنا تصبح أكبر، وهذا يجعلنا نسعى باستمرار لتحقيق نتائج أفضل من خلال تعزيز العلاقات والرفع من مستوى الرفاهية، والدخل، والفرح، والسرور.

دعونا نستكشف معًا مفهوم التحول الشخصي كتغيير مقصود ومبادرة من الذات، ونقارنه بالنهج السلبي في انتظار الحياة تتحسن من نفسها. وسأشارك تجربتي الشخصية في هذا الموضوع آملاً توضيح الفكرة وتحفيز الآخرين على استكشاف هذا المفهوم بأنفسهم.

لعبة الانتظار وبدء مرحلة التغيير الشخصي

غالباً ما ينتظر الكثيرون اللحظة “المناسبة” للحصول على وظيفة أفضل، فرص أكثر، أو تجارب أكثر إرضاءً. والحقيقة هي أن التغيير المعنوي يبدأ من داخلنا وهنا يأتي مفهوم السبب والنتيجة. لا أنكر أن انتظار الظروف المناسبة قد يكون مسألة حظ وهذا يخضع لمتغيرات خارجة عن سيطرتنا. ولكن بداية مرحلة التحول الشخصي يمكنه أن يمنحنا القوة لتحقيق التغييرات التي نرغب فيها.

الاستلهام من التكنولوجيا وعلم النفس

دائماً ما تصلنا إشعارات على أجهزتنا المحمولة والتي تلفت انتباهنا بأن هناك نسخة محدثة جاهزة للتثبيت. وغالباً ما تحمل هذه الإشعارات ملاحظات الإصدار الجديد التي تصف الميزات الجديدة والأخطاء التي تم إصلاحها وطرق تحسين الآداء التي تم الأخذ بها. فالشاهد أن عملية التحديثات مستمرة بوجود الأفكار الجديدة والمتطلبات ونقاط تكامل التي دائماً ما يؤخذ بها بعد العديد من المراجعات. كذلك نحن نطور أنفسنا ونحقق أداءً أفضل عندما نأخذ بالاعتبار الجديد من الأفكار والجوانب المبتكرة. وسأقوم بشرح المثلث الإدراكي فيما يلي لتتضح الفكرة.

المثلث الإدراكي

The cognitive triangle

المثلث الإدراكي هو نموذج نفسي يساعدنا على فهم العلاقة المترابطة بين أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا. تداخل هذه العناصر الثلاث مع بعضها كان فتاحاً للعين بالنسبة لي في رحلة فهم من نحن. وهذه العناصر ليست معزولة عن بعضها، بل تؤثر وتتأثر باستمرار ببعضها البعض. (سأكتب مقالًا آخر عن هذا الشكل لمناقشته بشكل أكثر تفصيلاً).

الاستفسارات الذاتية والتحقق

دفعتني هذه الأفكار لأنظر للعالم بشكل مختلف ولأتفكر في المفاهيم والممارسات حول كيفية عمل الأشياء وإنجازها -وهذا ما يعرف بالتحول النموذجي. بدأت أسأل نفسي:

 

– ماذا عنا؟

– هل نحتاج إلى تحديثات شخصية؟

– هل هناك حاجة لتجديد ذواتنا بشكل دوري أو للخضوع لتحديث شخصياتنا؟

– وكيف سيبدو التحديث؟

– وما هو تأثير هذا التحديث؟

– كيف يمكنني تحديث قدراتي ومجموعة خصالي الحالية؟

– كيف يمكننا أن نرتقي بحياتنا من خلال سعينا لإيجاد نسخة أفضل من أنفسنا؟

– ما هي أولوياتي وتوقعاتي في الحياة؟

 

بقيت هذه الأسئلة تراودني حتى دفعتني لأنظر إلى نفسي وحياتي من زاوية مختلفة.

نظام الحياة

بدأت أرى نفسي كنظام، حيث تتأثر النتائج مباشرة بما أقوم به، وكيف أفكر وأتصرف.

تجارب الحياة: هذه هي البيانات الخام التي تدخل إلى نظامك. وتشمل تربيتك، وتعليمك، وعلاقاتك، وكل شيء قام بتشكيلك.

 

وقد تكون بعض الأمثلة: تاريخ العائلة، الحمض النووي، التأثيرات الثقافية، مستوى التعليم، التواصل الاجتماعي.

Hardware (Body): Our physical body. biological parts and physical senses 

Software (Operating System): This is the mental and emotional aspect, which governs how we process inputs and produce outputs.

  • Mindset: Our general attitude towards life.
  • Beliefs: What we hold to be true or false.
  • Values: What we consider important and prioritize.
  • Thoughts: Our internal dialogue.
  • Feelings: Our emotional responses.
  • Actions: Our behavior and reactions.
  • Habits: Routine behaviors that shape our life.

Applications (Skills, Knowledge, and Insights): These are the tools and abilities you’ve acquired that help us process inputs more effectively.

  • Professional skills
  • Emotional intelligence
  • Problem-solving abilities,
  • Creativity
  • Innovation

Services: The roles we play in life, such as being a parent, friend, or professional.

Deliverables: Tangible results like career achievements, projects

Interaction: How we engage with others.

Participation: Our involvement in communities, both small (like family) and large (like global).

Emotional support, financial contributions, social engagement, etc.

الحاجة إلى هيكلة الشخصية

"تحدث الابتكارات الكبيرة عندما نربط نقاط مختلفة ببعضها البعض"

كوني أقوم بتنظيم ورش عمل للتحول الرقمي، وإعداد التقييمات، وتقييم النضج، وتمارين المعايير، ومناقشة نماذج التشغيل جعلني أبقى على نفس المسار أطحن هذه الأفكار التي راودتني من مقارنة ذواتنا بتحديث الأنظمة. بدأت أطرح لنفسي بعض الأسئلة على الصعيد الشخصي.

 

ما هي أنواع التقييمات والنماذج والهياكل والمعايير والخرائط التي نحتاجها للتحول والتطوير الشخصي؟

 

وبحثي في كل مكان عن الدلائل وأفضل الممارسات أتاح لي فرصة لجمع ولمّ مجموعة كبيرة من الأدوات المفيدة لمثل هذه الرحلات التحويلية.

الشرارة!

تحديث نفسي إلى فيصل 2.0 أحدث لحظة حاسمة في رحلتي الشخصية والمهنية. عندما أتذكر كيف أشعلت الشرارة بداخلي وجدت نفسي لا أفكر في شيء سوى مجموعة الإنجازات المهنية التي شهدتها (ما هو التالي) وكذلك الطموحات الواسعة والتحديات الحياتية – ولا سيما فقدان أخي العزيز، الذي أعتبره معلمي وقدوتي (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته). لم يكن فقدان أخي فقط مأساوي، بل جعلني أتأمل في معنى الحياة، وكوننا نعيش حياتنا على أحكامنا الخاصة، وأنه يجب أن نعيش حياتنا وفق ما تؤمن به لأنه سيعكس على كيف نتصرف، وهذا التأمل لعب دورًا كبيرًا في رحلة تطوري الشخصي.

كلمات أخي لا تزال ترن في أذني. على الرغم من أنه لم يعد معي، إلا أنه حي في داخلي بكلماته الحكيمة والذكريات الجميلة التي تركها بداخلي. أنا معجب به لإيمانه القوي بالله، ولكونه شاكراً لنعم الله ومقدراً لتجاربه الحياتية. ومن خلال حكمته العظيمة، كان يتقدم لتحقيق أهدافه متجاوزاً تحديات الحياة التي كانت تقف في طريقه لتحقيق أهدافه.

في النهاية، يمكنني القول أن الإنجازات المهنية والطموحات الواسعة والتحديات الحياتية هي العوامل الرئيسية التي أشعلت الشرارة في داخلي لبدء رحلة التحول الشخصي فيصل 2.0.

استمتع بيومك، عش حياتك ولا تعقدها بشكل مفرط - الحياة بسيطة - استمتع بما تفعله وافعل ما تستمتع به!"

إطلاق فيصل 2.0

كان ذلك في الثالث من أبريل 2018، اليوم الذي بت فيه مريضًا لمدة ثلاثة أيام تقريبًا بسبب حمى مرتفعة. قدومي من ميامي الدافئة إلى شيكاغو الباردة كان صدمة باردة لجسدي. وللأسف، فاتتني جميع الخطط التي أعدها لي أخي أحمد في شيكاغو والمناظر الرائعة في بحيرة ميشيغان وقائمة المأكولات الرائعة التي أراد أن نجربها معاً.

بعدما تشافيت، شعرت برغبة شديدة في إطلاق فيصل 2.0 والبدء في رحلة اكتشاف ذاتي لأتحول إلى شخص أفضل كما لو أنني لست متأكدًا من مقدار الوقت المتبقي لدي في حياتي.

لم أكن متأكدًا من كيفية البدء في هذه المرحلة أو ما يجب عليّ فعله لخلق كل تفاصيل قصة التحول بطريقة مرنة ومتناغمة مع التغيرات التي تطرأ عليّ أثناء التحول.

لذا قررت أن أبدأ بـ “فيصل 2.0” استنادًا إلى مبادئ أساسية حيث قمت بتعيين نفسي كرئيس للابتكار والتغيير الجذري لتنفيذ المهام الجديدة:

 

– إعادة ابتكار وتغيير فيصل 2.0.

– الحفاظ على عقلية النمو الشخصي.

– اكتساب التدريب والخبرات ذات الصلة.

– الاستفادة من نقاط القوة.

– تبني التحقق المرن والسريع والتجارب.

– أكون محفزًا للتغيير.

– ألهِم واستلهِم من رواد الأعمال الإقليميين والعالميين.

 

التحول إلى فيصل 2.5

مرت تقريبًا خمس سنوات منذ أن أطلقت فيصل 2.0 في عام 2018. اليوم، وبينما أنا أنتقل إلى فيصل 2.5 في عام 2023، لن أقول إنني تطورت، بل سأقول إنني انتقلت؛ لأن التحول يتضمن عملية من التغيرات الأساسية.

 

(أنا متحمس جدًا لمشاركة المزيد عن رحلتي الحالية في مقالة أخرى حيث سأسلط الضوء على كيف شكلت هذه المرحلة حياتي وكيف ستُلهِم وتوجه أي شخص يرغب في القيام برحلة تحويلية مماثلة).

ما هي النسخة القادمة منك؟ (أنت 2.0؟)

بناءً على الشكل، تخيل حياتك بعد عشر سنوات من الآن، وفكر: أين ترى نفسك؟ من سيحيط بك؟ وكيف ستكون حياتك؟

حالياً، تأمل في تفكيرك وأفعالك الحالية واربطها بالندم المحتمل. اسأل نفسك بشفافية، ما الذي قد تندم عليه إذا استمريت في حياتك بدون أي تغييرات؟

كيف يمكن أن يتمكن منك شعور عدم الرغبة في التغلب على المعتقدات المحدودة ويصبح عائقًا أمام تحقيق أهداف علاقاتك ونموك الشخصي؟

 

تأمل الفرص المتاحة واسأل نفسك، أي فرص عظيمة ستفوتك إذا بقيت متمسكًا بأنماط فكرك وسلوكك الحالي؟ وما مدى إصرارك على مواجهة التحديات أو المعتقدات أو الممارسات السلبية التي يمكن أن تقف في طريق تحقيق أهدافك؟

 

تخيل النسخة المطورة منك. فكر، كيف ستبدو هذه النسخة؟ وما التغييرات التي ستحدث؟

 

إذا كنت ستروي قصة نجاح حياتك بعد عشر سنوات من الآن، ما الذي تود تسليط الضوء عليه؟

 

اقرأ جميع الأسئلة المذكورة أعلاه أكثر من مرة وافحصها بعناية لأنها قد تساعدك في صناعة مستقبل مشرق لنفسك!

 

يرجى مشاركة وجهات نظرك وأفكارك حول رحلة تحويل شخصيتك للأفضل مع هاشتاج #mynextversion